الإنسان والكمال
نشغف لبدء رحلة مماثلة لأبطالنا ونتطلع لما يوصلنا لمستواهم. بأخذ المثال أعلاه للاعب كرة القدم، نذهب إلى الملعب لأول مرة وندرك بسرعة أننا لسنا أولئك الذين نريد أن نكون مثلهم، ولسنا "كاملين" مثلهم، وتبدأ شكوكنا في أنفسنا بالتراكم. لأننا نعرف فقط هؤلاء الأشخاص "الموهوبين" في لحظة مجدهم، نعتقد أن ما يصنعونه هو الكمال. نحن لا نرى الفشل والدموع والرفض الذي مر به أبطالنا ليصلوا مكانهم الحالي، فنعتقد أنهم حصلوا على كل شيء بسهولة وسرعة. لكن، من المؤكد أن ابطالنا دفعوا الثمن للوصول للاحترافية.
أعتقد أن تصورنا عن الكمال والشهرة السريعة والسهلة والنجاح والثروة المالية وما إلى ذلك، يأتي من مصدر خارجي له تأثير كبير في السيطرة على كيفية رؤيتنا للعالم. أنا أتحدث عن شيء غامض، شي يغش طبيعية البديهة الفطرية. أتحدث عن وسائل التواصل الاجتماعي التي نبقي أبوابنا مفتوحة لها ونتبرع لها باهتمامنا وطاقتنا. سلطت وسائل التواصل الاجتماعي الضوء على الجانب الكمالي للإنسانية فقط وذلك جعلني - والكثير غيري - بالشعور بالتأخر... التأخر عن المسيرة المهنية وعن النمو النفسي وعن الأهداف والعديد من أركان الحياة المهمة. ذلك جعلني أشعر بالإحباط والاكتئاب في بعض الأحيان. شعرت أنني كنت اجتهد في سباق لم يكن لي. أنا متأكد أنني لست الوحيد هنا، لأنه أثناء استخدام "نظارات" التواصل الاجتماعي، شعرت بأنني ارى منافسة وهمية في حياتي المهنية وجمالي الداخلي وعلاقاتي مع الناس وحالتي النفسية. بعد فهم مصدر مشكلتي، وضعت على الفور خطة نشطة للتوقف عن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لفترة من الوقت.
كفنان، احتجت إلى العودة لنفسي والتركيز على طاقتي الفنية. بعد التوقف، بدأت أشعر بالانسجام مع روايتي الخاصة كإنسان والتركيز على ما أريد القيام به. قللت من إحساس المنافسة المزيفة التي كانت تظهرها لي وسائل التواصل الاجتماعي. كان مقدار النمو الذاتي الذي حصلت عليه خلال فترة توقفي ذو قيمة عالية في حياتي. عدت إلى نفسي، وصنعت الموسيقى التي أريد سماعها والأفلام والمشاريع التي لطالما أحببتها، وليس ما توقعه الآخرون مني. رأيت نفسي في ضوء جديد، والأهم من ذلك، شعرت بأنني أنتمي … أنتمي إلى نفسي مرة أخرى.
لا تفهموني بشكل خاطئ، فقد تكون وسائل التواصل الاجتماعي أداة تسويقية قوية ومفيدة جدًا لبعض الأشخاص، لكن لم نتعلم كيفية التعامل معها أو ترويضها بشكل عام؛ وفي معظم الأحيان عدم خبرتنا في التعامل معها يؤدي الى ترويض صحتنا العقلية والعاطفية.
لقد استغرق الأمر مني سنوات لمعرفة أن الكمال كان عقبة أمام تطوري الفني، وجزء كبير من تلك العقبة كان بسبب أوهام الكمال في (السوشيال ميديا). بعد خمود التشتات الخارجية، استوعبت أكثر أنه لا بأس في جعل المشروع أفضل ما يمكن في تلك اللحظة واهمية عدم التردد في إطلاقه.
من أوائل منشوراتي الموسيقية ٢٠١٤
▼
أحدث منشوراتي الموسيقية ٢٠٢٠
▼
إذا كنا ننتظر الكمال، فلن يصل. إذا كنت أود التقدم كفنان، علي ان اتخذ قرار إطلاق فني. اسمح لنفسي بارتكاب الأخطاء والنمو وتقبل أنه بغض النظر عن الطريقة التي تريدني وسائل التواصل الاجتماعي أن أراها، فلا أحد كامل ... بالتأكيد لا أحد.
▲
أخوكم، سيف.
⇩شاركوني رأيكم في خانة التعليق⇩
▼
[All original posts are in Arabic. If you’d like to read this blog post in a different language, please note that this link is an automated Google translation website. Some words and meanings might get lost in the translation but the general concept is there.]