SAIF AL-SOBAIHI

View Original

الفن أولاً - Art First

الفن قبل المهنة الفنية

احدى رسماتي وبجانبها آلتي الموسيقية - بايس جيتار

عندما كنت صغيراً، كانت الفكرة العامة لأكثر الفنون في منطقتي أنها محرمه؛ كالموسيقى، و الأفلام، والفن المسرحي و حتى الأزياء (العبائة) الملونة. لم يكن هناك صالات عرض سينما ولا موسيقى في الاماكن العامة. كنت ومازلت أرى أمثلة من أُناس في دول مجاورة قد بنوا أساساً قوياً في فنونهم حتى وصلوا للعالمية. ولكن كفنان عربي سعودي، يجب أن أركز على طريقي وثقافتي الخاصة. نعم، لم أحض بالتعليم المبكر والخبرات كالأشخاص في الدول المجاورة والمتطورة، وهذا شيء محبط بعض الأحيان، لاكني لا أنضر لذلك الكبت الفني الذي كان في مجتمعي بمنضور سلبي... فبسبب ذلك الكبت أنا اليوم فنان مرن، متكيف و مبتكر. الآن هو وقت الفنانين السعوديين لتخطيط وتطوير مهنهم الفنية، فلا وقت أفضل من هذا الوقت!

أحد الأمثلة العربية التي تلهمني هو ابن الهيثم (الحزن). كان فناناً متعدد التخصصات وعالماً في الرياضيات وفيزيولوجياً وباحثاً وفيلسوفاً وشخصاً ضليعاً في الموسيقى. كانت أحدى إنجازاته هي توثيق ودراسة كيفية تأثير الموسيقى على أرواح الحيوانات. كما أنه كان أول من وثق مفهوم الكاميرا في كتابه "كتاب المناظر / كتاب البصريات،“ وهو ما استخدمه العالم الأيرلندي "روبرت بويل" لاحقاً لتطوير الشكل الأول لما يعرف الآن باسم الكاميرا. كان اختراع ابن الهيثم “الرغم المظلم / الكاميرا الغامضة" أول المعدات التي شكلت بداية التصوير الفوتوغرافي.

عند التقائي سابقا بمهنيين آخرين، كنت أقدم نفسي كفنان بشيء من الخجل. لا أعتقد أن ذلك خطئي بالكامل، فقد كان في نسيج المجتمع عادة إحباط الفنانين وتهميشهم لفترة طويلة. لم يؤخذ الفن على محمل الجد في "المجال الاحترافي،“ حتى انه لم يكن متاحاً للفنان السعودي أن يثبت مهنته رسمياً حتى وقت قريب.

نعم، يوجد في مجتمعي من يحب الفن ويقدره - بما فيهم أفراد الأسرة والمقربين - ولكن البعض (حتى في الخارج) مازالوا يشككون في المهن الفنية. يسألون الأسئلة التالية: هل الفن محرم أم لا؟ ماذا عن محاولة الحصول على وظيفة حقيقية؟ هل الفن يكسب المال؟ الفن هواية وليس عملاً ... إلخ. سواء في الوطن العربي أو في الخارج، هناك من يحبطون الفنان، يصغرونه وحتى يعادونه في بداية مشواره الفني. هؤلاء المحبطون يريدون فرض رأيهم بأي طريقة. أعلم جيداً بأن تلك الشخصيات المتنمرة قد عانت هي نفسها من تنمر واحباط. ألتمس لهم العذر، فربما واقعهم اصعب من واقعك .*

إن كنت أسمع وأصدق ما يقوله الناس عني، لوقعت فيما أسميه ”بعلبة التونة“، وهو مكان يضعوك فيه الناس ويجعلونك شيئاً يناسب منظورهم. الأفضل أن أركز على سيناريو حياتي بفعل ما أريد، لأنه في نهاية اليوم هؤلاء الأشخاص السلبين مشغولين بسيناريو حياتهم فقط.

أحب أن أتذكر بأنني فنان أولاً قبل أن أصبح صانع أفلام أو موسيقي أو رسام أو مصمم أزياء أو رئيس طهاة أو مهندس معماري وغيره من مهن فنية. أنني اسمح لنفسي بالبدء في تجربة ما أحب، وليس ما يريد الآخرون أن أصبح. بغض النظر عن أعماركم، جنسياتكم، أعراقكم أو قدراتكم، لم يفت الأوان بعد للبدء بتغذية روحكم بصنع الفن. السعودية والوطن العربي مليئ بالفن والحضارات. انضروا في كل اتجاهات المملكة وسوف تجدون فنون وحضارات كانت ومازالت تتألق.

أسال نفسي، هل أريد أن أكون بطل في فلمي، أم كومبارس في فيلم شخص آخر؟

ملاحظة: بالنسبة لأولئك الذين لم يعيشوا في المملكة العربية السعودية، ضعوا في الاعتبار أن هذا ليس موضوعاً يخص السعودية فقط. العديد من المجتمعات حول العالم تتعامل مع نفس الموضوع ، بما فيهم الولايات المتحدة الأمريكية حيث يتم في بعض الأحيان قطع التمويل عن برامج الفنون والعلوم الإنسانية. بالنسبة للسعودية، يتم حالياً تمويل وتغذية البرامج الثقافية والفنية بشكل كبير جداً، وجزء من رحلتي كفنان سعودي هو توثيق تلك الثورة الثقافية والمساعدة في دفع المشهد الفني السعودي إلى الأمام._

وسلامتكم، سيف.

See this content in the original post

⇩شاركوني رأيكم في خانة التعليق⇩


See this content in the original post

[All original posts are in Arabic. If you’d like to read this blog post in a different language, please note that this link is an automated Google translation website. Some words and meanings might get lost in the translation but the general concept is there.]

Click Here to Continue.